الياقوت السوري - جريدة الكترونية مستقلة
اللجنة المركزية للحوافز والعلاوات التشجيعية والمكافآت برئاسة تجتمع لمراجعة وإقرار أنظمة الحوافز لعدد من الجهات العامة التربية: دورة تكميلية الشهر المقبل لطلاب الصف الأول والثاني الثانوي المهني الجيش الروسي يحبط عدة هجمات إرهابية أوكرانية ردا على مناورات أمريكية مشتركة..كيم جونغ أون يدعو إلى تعزيز القوة البحرية لـكــوريـا الـشـمـالـيـة مـ صرع عشرة أشخاص جراء تـحـطم طـائـرة شمال موسكو العاصفة الاستوائية فرانكلين تصل إلى اليابسة تشديد الرقابة على الأسواق وتأمين مستلزمات الإنتاج أهم مطالب المكتب التنفيذي للاتحاد العام لنقابات العمال انتهاء عمليات إصلاح بئر شريفة 6 بنجاح الدفاع الروسية: مـقــاتلات روسية تعترض طائرتي استطلاع قرب القرم مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك بريف دمشق تحدد أجور نقل ربطة الخبز أول عملية زرع رحم في بريطانيا تميّزت بلحظات عاطفية ومؤثرة: امرأة تبرّعت برحمها لشقيقتها في عملية ناجحة استغرقت 9 ساعات افتتاح قمة بريكس.. بوتين: روسيا قادرة على تعويض صادرات الحبوب الأوكرانية.. شي جين بينغ: لا نسعى لأي حروب اقتصادية :أخر الاخبار

العلاقة بين الشعبين السوري والعراقي بين ميدان السياسة وسوق العمل

رشا النقري
337
2020-11-11

العلاقة بين الشعبين السوري والعراقي بين ميدان السياسة وسوق العمل

content image

يمر بحياة الإنسان محطات شخصية تحمل له نقطة مفصلية لا يمكن نسيانها كذلك أحداث على مستوى دول ومنها الحرب الأمريكية على العراق سنة ٢٠٠٣ التاريخ الذي لا يمكن أن ينساه السوريين ولا العراقيين فبعد الحرب  تلك أصبح من الطبيعي أن يرى السوري عراقي في المدن السورية فسورية فتحت أبوابها أنذاك للعراقيين وأصبح للشعبين ذكريات لا يمكن نسيانها خلال فترة إقامة العراقيين في سوريا فالعلاقة بين الشعبين عميقة منذ قرون وإن توترت العلاقات السياسة في تاريخ ما
- هذا ما أكده
الإعلامي والكاتب العراقي ابراهيم الدهش حيث قال: تمتد العلاقة العراقية السورية إلى جذور عميقة وتاريخية منذ ظهور الإسلام والى يومنا فهي علاقة متجذرة وعميقة مبنية على أسس التفاهم والمحبة مابين ورغم هذه الاصرة المتينة التي تربط البلدين فقط تخللتها  بعض الخلافات السياسية ولكنها لم تؤثر على العلاقة ما بين الشعبين العراقي والسوري ، وهذه العلاقة امتدت حتى أوائل القرن العشرين وهي مبنية وفق أسس ومفاهيم مرضية للطرفين ، فقد أصبح البلدان جزء من الدولة العثمانية بعد الحرب العالمية الأولى حيث دخلت سوريا حرباً ضد الحلفاء  إلى جانب ألمانيا ، كما وقع العراق الذي يضم ولاية (( بغداد و البصرة و الموصل )) في قبضة الانتداب البريطاني في حين سيطرت على سوريا قوات الثورة العربية القادمة من الحجاز بقيادة الأمير فيصل بن الشريف حسين الذي أُعلن ملكا على سوريا , واستمر هذا التوافق المشوب بالحذر الى عام 1920 حيث وقعت أحداث عديدة ، أبرزها مؤتمر سان ريمو بإيطاليا الذي أثر على نضج العلاقات ما بين البلدين إضافة إلى فرض الانتداب الفرنسي على سوريا و البريطاني على العراق . وفي هذه الفترة عام 1920اندلعت الثورة العراقية الكبرى والمعروفة بثورة العشرين في محاولة لتحرير العراق من الاحتلال البريطاني وكانت الاهزوجة الشهيرة التي تغنى بها العراقيون الى يومنا هذا ( الطوب احسن لو مگواري ) دلالة على ان المگوار الذي يحمل في اليد والمصنوع من الخشب ذا رأس من القير  افضل من الطوب (المدفع) البريطاني ، وفي تموز من العام نفسه 1920 أسقط الحكم الملكي في سوريا على اثر  معركة ميسلون الشهيرة التي انتهت باحتلال الفرنسيين لدمشق.
ومنذ ذلك الحين وحتى نهاية الحرب العالمية الثانية لم تشهد العلاقات بين البلدين أية تطورات مهمة فكلتا الدولتين خضعت لنظام الانتداب الذي يمنع الدول من إقامة علاقات سياسية أو دبلوماسية إلا بموافقة الدولة المنتدبة ولذلك اقتصرت العلاقات بين العراق وسوريا على العلاقات التجارية فقط . أُعلن استقلال سوريا ولبنان عام 1943 وقد بذل العراق بوصفه دولة مؤسسة في الأمم المتحدة جهوداً جبارة لأجل الاعتراف الدولي بسوريا و لبنان وإدخالهما في عضوية الأمم المتحدة .
وفي عام 1958 أُقيمت الوحدة بين مصر سوريا وقد رفضت الحكومة العراقية والتي تدار بحكم ملكي هذه الوحدة مما حدث شرخاً ما بين العلاقات السورية العراقية وحالة من التوتر ، استمرت حتى سقوط النظام الملكي في ثورة تموز 1958 حيث ابرمت الوحدة بين العراق والجمهورية العربية المتحدة مصر وسوريا كان أحد اهداف ثورة العراق إلا أن هذا لم يحدث بل دخل البلدان في حالة من العداء والهجمات الإعلامية استمرت حتى بعد انفصال سوريا عن مصر عام 1961. وتوالت الأحداث وفي عدة سنوات والشعب السوري يقف جنبا إلى جنب مع الشعب العراقي رغم الاختناقات التي حصلت لكنها لم تعكر صفو العلاقة مابين البلدين حتى  أعلن ميثاق 17 نيسان للوحدة بين البلدان الثلاثة ولكن الميثاق لم يطبّق نتيجة لرفض مصر للوحدة الفورية بعد تجربة عبد الناصر في وحدة عام 1958 مع سوريا واستمرت احداث 1963 وفي سوريا في شباط 1966 و 1968 وعام 1970 وكما أسلفت لم تؤثر على العلاقة ما بين الشعبين ( السوري والعراقي ) وخاصة العلاقة ما بين المدن الحدودية سوريا و العراق وخاصة  مدينة ال بوكمال التابعة إلى محافظة دير الزور  السورية و حصيبة ( القائم ) التابعة إلى محافظة الانبار العراقية ومناطق أخرى حدودية حيث كان التصاهر ما بين قبائل البلدين وأبناء المدن المتجاورة والبعض منهم ضمن قبيلة واحدة ولكن ضمن الدولتين المتجاورتين !! إضافة إلى التجارة المستمرة في البيع والشراء , والجميل في هذا الترابط والانسجام كان هناك تلاقح في الأفكار والرؤى إضافة اللهجة العربية الواحدة بحيث لايميز المستمع بين المواطن المتحدث السوري مع شقيقه العراقي وكأنهم من أسرة واحدة متحابين في السراء والضراء .. كما اشترك الجيش العراقي على الجبهتين المصرية والسورية في حرب اكتوبر 1973 . وقدم العديد من الشهداء ومن ضمنهم النقيب الطيار كامل سلطان  الخفاجي والنقيب متعب علي من محافظة ذي قار/ الناصرية ، اللذان شاركا في الجولان . وبعد احتلال العراق للكويت انضمت سوريا إلى التحالف الدولي لإخراج القوات العراقية من الكويت . ونتيجة للمصلحة المشتركة للطرفين السوري والعراقي في التقارب فقد حدث نوع من التقارب ما بين الطرفين حيث جسّدتها زيارات متبادلة  من قبل قيادة حكومة البلدين مما أسفرت إلى توقيع اتفاقات للتعاون الاقتصادي المشترك ومن ضمنها  اتفاق لإعادة ضخ النفط عبر الأراضي السورية الذي توقّف عام 1982 .
وبعد الاحتلال الاميركي للعراق دخلت العلاقات العراقية السورية في مأزق جديد فقد شعرت سوريا بقلق لوجود القوات الأميركية في العراق بحكم أنها جارة لدولة العراق وتربطها روابط عربية مشتركة إضافة إلى أن الاحتلال الامريكي ينافي مبادئ وقيم الحكومة السورية ، وعلى ذلك فتحت أبوابها لكل عراقي مهاجر أو من يلوذ في أحضانها ، والى يومنا هذا فإن العلاقات ما بين الطرفين هي علاقات حميمة وتواصل مستمر ما بين الشعبين العراقي والسوري.
- ومن جهته
المحلل السياسي والعميد المتقاعد محمد ملحم قال: العلاقات السورية العراقية علاقات قديمة ومتميزة يحكمها التاريخ والانتماء العربي والجغرافيا والترابط الاجتماعي عائليا خصوصا في المنطقة الشرقية .
لهذين البلدين خصوصية من خلال تاثيرهما على المنطقة بشكل عام
سياسيا وعسكريا واقتصاديا .
بحث هذا الموضوع يحتاج الى دراسة معمقة
ولا يلخصه بحث قصير
لذلك.ساكتفي بالمرور على محطات تاريخية حديثا لتوضيح التفاعل والتاثير المتبادل للعراق وسورية .
**خلال الحرب العراقية الايرانية فرضت اميركا حصار على العراق ومنعت وصول الغذاء والدواء للعراقيين وبالرغم من موقف سورية من الحرب وموقف صدام حسين ودعمه للاخوان المسلمين في سورية
كان يتم امداد الشعب العراقي بالغذاء والدواء ،وبالرغم من القطيعة بين البلدين
زار وزير الاقتصاد السوري العراق وبدات الشاحنات السورية بنقل البضائع السورية من غذاء ودواء الى العراق .
**عند غزو العراق للكويت ثم احتلال اميركا العراق قامت سورية بدعم المقاومة الوطنية العراقية وبشكل معلن
وكذلك امداد العراق بالغذاء والدواء
وكان هناك تبادل تحاري بين البلدين .
كذلك استقبلت سورية اكثر من مليونين ونصف عراقي وتم السماح لهم بالعمل في سورية
**كذلك كان الموقف السوري الرسمي داعم للعراق بدعم المقاومة الوطنية العراقية للاحتلال الاميركي .
**عندما بدات الحرب على سورية تم اغلاق الحدودمن قبل العدو الامريكي من خلال ازلامه الدواعش الذين كانوا ولا يزالوا مرتزقة اميركا حسب اعتراف كلينتن ينفطون مايؤمرون به .
**كان لافت جدا ومعبّر جدا تلاقي الجيشين العربي السور والعراقي على الحدود بعد تحيرها من الدواعش حيث تم فتح الحدود..
قام العراق بتقديم امدادات لسورية من خلال المعابر التي تم فتحها وهي مؤشر على ضرورة التبادل التجاري ..
**موقف الحكومات العراقية وبالرغم من عدم استقلالية القرار العراقي بسبب الوجود الاميركي والصراع الاميركي الايراني ولو بشكل غير مباشر على الاراضي العراقية ودعم اطراف معينة لكل دولة بالرغم من كل ذلك.كان العراق يقدم بعض الدعم السياسي ويقوم بالتنسيق مع الحكومة السورية .
وكان ذلك جليا من خلال زيارة اكثر من وفد عراقي لسورية
**الآن هناك.سوريون يعملون في العراق وبكافة المهن ويقدم لهم كل التسهيلات
وخصوصا من الشعب العراقي
**اخيرا العراق وسورية توئمان ولابد من تعاونهما بما يخدم الشعبين في سورية والعراق
وقد اثبتت الاحداث القديمة والحديثة ضرورة ذلك  .
= كذلك العلاقات السورية العراقية تعدت ميدان السياسة لتدخل سوق العمل فبأيامنا هذه من الطبيعي أن نسمع أن هناك شخص سوري ذهب للعمل بالعراق  فالسوري بالعراق لا يشعر بغربة هذا ما أكده
الشيف حسن حيدر حيث قال بلهجته العامية
- الشيف حسن حيدر ٤٤سنة .من خلال تجربتي بالسفر بقصد العمل في عدة دول عربية السعودية وقطر والاردن ولبنان وحاليآ في بغداد منذ أكثر من ٥سنوات ..
في تقارب بالفكر السياسي للعلاقة بين العراق وسورية ممكن يكون السبب لأن البلدين مرو بنفس ظروف الحرب والأنقسام الطائفي ..بس الوعي العام للشعبين قدرو يتخطو مرحلة الانقسام وبقيو محافظين عالتكاتف الإجتماعي بين أطياف الشعب .
أما بالنسبة لتعامل العراقيين مع الوافدين من بلدي سورية ..في محبة وود.وفي تقدير للعامل السوري بالمعاملة وحسن الضيافة والأحترام وجميع أطياف الشعب العراقي بيردد كلمة والله أنتو السوريين أخوانا ...وكلمة تدلل عيني ..لهالسبب الشباب السوريين عم يتشجعو للعمل في العراق والرواتب اللي بيعطوها للسوريين اللي بيثبتو جدارتن بالعمل بتكون مميزة ...حتى العلاقات التجارية مميزة ..كم مرة كنت على الطائرة بقصد الأجازة إلى سورية ويكون معظم ركاب الطائرة من العراقيين ..اللي بيجو عالشام بقصد الطبابة أو التجارة ...وشكرآ
- كلام
يولا صالح التي تعمل في المجال الطبي جاء قريب من رأي الشيف حسن حيث قالت : اسمي يولا صالح /ممرضة مجازة /
من اكثر من عامين اتيت للعمل في دولة العراق الشقيق في احد المشافي
منذ اعوام وضعت هدفا امامي وتمسكت به وهو السفر كنت متمسكة بهذا الهدف لانه يشعرني اني قوية انني قادرة وانني فخورة بنفسي
حصلت على فرصة العمل وضمن مجال عملي ودراستي
مسؤولة Infection control
مسؤولة ضبط العدوى في المشفى
العمل هنا رائع جدا والعمل مع اشخاص من بلد اخر يتيح لك فرصة التطور وتحقيق بعض الاهداف
في البداية كنت خائفة  يكفي ان تكون في بلد اخر وتفكر كيف ستعتاد على العيش كيف تتأقلم مع العادات والتقاليد مع اسلوب حياة كامل
ولكن كانت الامور اسهل مما توقعت
الناس هنا لايزالون يتمتعون بالشهامة وهم شعب ذكي جدا ومضياف
ويحبون اهل سوريا
لاننا كبلدين عشنا نفس الظروف تقريبا من حروب ونكبات وعقوبات فهم يتفهمون مشاعرنا ويحاولون ان يكونو سندا لنا في غربتنا وليس العكس
وعدد السوريبن هنا في تزايد لاكثر من سبب
العراق البلد الوحيد تقريبا الذي ابقى ابوابه مفتوحة للسوريين حتى في ظل العقوبات
ونحن كسوريين بحاجة للعمل ولدخل يساعدنا
مصالح مشتركة
في مجال عملي انا اعمل كمسؤولة ضبط عدوى نضع معايير لمكافحة وضبط انتانات المشافي
اكرر العمل رائع جدا تستطيع اينما كنت ان تحقق ماتريد
انا فخورة بما وصلت اليه احب انني اصبحت اقوى نوعا ما دخلت حياة ناس جديدة غريبة عني وعادات وتقاليد مختلفة ولهجة مختلفة ايضا واستطعت التعايش والتأقلم والاندماج معهم
الشيئ الوحيد القاسي نوعا ما ان تشهد احزان وافراح عائلتك من خلف شاشة الهاتف
ولكن لكل هدف او نجاح ضريبة ما


* - بعد كل ما ذكر يبقى أن نقول أن العلاقة بين الشعبين العراقي والسوري علاقة متينة ممتدة عبر التاريخ رسمتها الجغرافية والأصالة التي يحملها الشعبين ...

 

الاعلامية رشا النقري

المصدر: الياقوت السوري

شاركنا تعليقك
×
إعلانات
شخصية من بلدي
الصورة بتحكي
إعلان عقاري
رجال أعمال