صراع سياسي على الشرعية يدور مجددًا في ليبيا، وانسداد في العملية السياسية يشوب الأجواء منذ أن فشلت الأطراف في عقد انتخابات رئاسية نهاية العام الماضي، ومع تزايد حدة الأزمة السياسية الداخلية، تولي الولايات المتحدة الأمريكية نظرها إلى ملف الإقتصاد الليبي، وتحاول السيطرة على تدفق النفط إلى الأسواق الأوروبية، والتحكم بالعائدات من بيعه وصرفها بالشكل الذي تراه مناسبًا.
وتقوم الإدارة الأمريكية بذلك من خلال سفيرها إلى ليبيا الذي يتباحث بشكل دوري مع محافظ البنك المركزي الليبي، الصديق الكبير، الشخصية التي تغافل العديد عن دورها المحوري في الصراع الليبي.
وعلى مدى سنوات، منذ توليه منصب المحافظ، يوم 12 أكتوبر 2011، قاد الكبير المصرف المركزي من طرابلس وسط أمواج متلاطمة وخلافات سياسية وتدهور عام وحروب الرفاق واختلاف حكومات وتوجهات، واستطاع أن يؤكد دوره، باعتباره الباب المالي للجميع على حد سواء.
وليس أدل على أهمية الكبير بالنسبة إلى الإدارة الأمريكية من طبيعة الاجتماعات التي عقدها ومازال يعقدها مع السفير الأمريكي لدى ليبيا، ريتشارد نورلاند، حيث أن الأخير يبدي اهتمامًا كبيرًا بقضية النفط، وإدراة العائدات النفطية والأصول الليبية المجمدة.
حيث شهدت مؤخرًا العاصمة التونسية تونس، لقاءً جمع محافظ مصرف ليبيا المركزي الصديق الكبير مع السفير الأميركي ريتشارد نورلاند، لمناقشة ما زعموا "القضايا المتعلقة بالإنفاق والشفافية".
وأطلع الكبير، السفير الأميركي على الخطوات الإيجابية الجديدة لزيادة الشفافية في الإنفاق العام، والتي زعم إن من شأنها تعزيز مساءلة المؤسسات المالية والاقتصادية الليبية.
ويتخوف الجميع في ليبيا من إمكانية أن يعقد الكبير صفقة مع الأمريكان لزيادة نفوذهم في البلاد، لأن الشخصية التي تسيطر على المال في ليبيا، تسيطر فعليًا على مجريات الأحداث فيها، وهذا ما يحصل بالفعل.
حيث توقفت مؤخرًا الصادرات النفطية، وأغلقت موانئ وحقول نفطية في البلاد بسبب صرف أموال من البنك لحكومة الوحدة الوطنية المنتهية الصلاحية، وإلى عدد من الميليشيات المسلحة في الغرب الليبي، بينما يمتنع محافظ البنك بالتعاون مع رئيس الحكومة المنتهية الصلاحية عن صرف مرتبات قوات الجيش الوطني الليبي.
كما يجدر ذكر أنه لن يكون مستقبل العلاقات بين الكبير ورئيس الوزراء المكلف فتحي باشاغا الذي منحه مجلس النواب مؤخرا الثقة إيذانا بتدشين حكومة جديدة تحمل اسم حكومة الاستقرار الوطني، مشرقا على الأرجح. فبين الاثنين ما صنع الحداد. ففي ديسمبر 2020، أصدر فتحي باشاغا، باعتباره وزير الداخلية آنذاك بحكومة الوفاق السابقة، قرارا بمنع الكبير من السفر في مهمة رسمية بحجة تنفيذ الإجراءات التنظيمية لسفر المسؤولين، ما دفع الأخير إلى اتهامه “بإجراءات تعسفية خارجة عن القانون وتجاوز لصلاحياته”.
وفي خضم هذه المعمعة السياسية وتطورات الأوضاع على الساحة السياسية داخليًا وخارجيًا، ظلّ الكبير في موقعه على مدى السنوات الماضية ومستمر فيها لسنوات أخرى، متحديًا عوامل الزمن وتغيير الحكومات، رغم كل الاتهامات والشكوك التي تحوم حوله، بيد أنه أظهر يقينا أنّه أحد صانعي الملوك في ليبيا، وأحد أهم اللاعبين في عملية صناعة قرارها السياسي والاقتصادي، وهاهو الآن يمارس دوره ويشكل سياسة البلاد الجديدة.
مركز الأمن الجنائي بمنطقة طرطوس يلقي القبض على شبكة تقوم بسرقة الأمراس الكهربائية العائدة للشبكة العامة ويتاجرون بها.
شركة الاتصالات ( MTN ) طرطوس تتعرض للسرقة وقسم المدينة الغربي بطرطوس يلقي القبض على السارق
توقيف مجموعة من الأشخاص في حماة بجـ.رم الحفر والتنقيب عن الآثار بشكل سرّي ومصادرة مخطوطة أثرية تعود للقرن الرابع الميلادي