يعبّر عن ألم وواقع مرير في قالب نكتة مضحكة، تشفُّ عن عمق لا يمكن لأحد رؤيته سوى من تغلغل في أعماق الكاتب ليغدو ضحكاً وكأنه بكاءٌ، هو الأدب الساخر الذي كان حديث لقاء “شام والقلم” في مركز ثقافي أبو رمانة ضمن ندوة حوارية تحت عنوان “الأدب الساخر.. نقد لاذع بنكهة الألم”، بإشراف الصحفية نجوى صليبة وبحضور عدد من الكتاب ممن أضفوا قيمة لتاريخ هذا النوع الأدبي.
قراءة تاريخية
لا يمكن تحديد خريطة للأدب الساخر في سورية ولا في العالم أجمع، لصعوبة البدء والانتهاء به، حسب توصيف الأديب نذير جعفر الذي افتتح حديثه بجولة في أعماق التاريخ الذي احتوى رموزاً كثيرة من رواد الأدب الساخر والتي كان عنوان انطلاقتها من سورية في كتابات لوقيانوس الصميماتي في كتابه “مسامرات الموتى” ضمن محاورات ساخرة كانت بمثابة دعوة للاطلاع على نتاجه الأدبي الذي عرف به على مّر التاريخ كمؤسس له.
فيما لكتابات “المتنبي” أثناء زيارته مصر من وصف سكانها بأهل النكتة والتي كانت بقصد الدعابة لا السخرية مثالاً لامتداد هذا الأدب إلى عصره برأي جعفر، وذلك بغرض إخفاء معاناة الناس والتمرد وتقديم المفارقات التي تراوحت بين الجد والهزل، والانتقال من الترميز إلى التكثيف واعتماد أسلوب الإيحاء في تناول الموضوع بدلاً من التصريح أو المباشرة والتي عدّها الكاتب نذير جعفر تقنيات الأدب الساخر.
كوميديا سوداء
تتخذ من الدعابة مسلكاً لقلب القارئ ووجدانه، ليبعث الإحساس العميق بالمرارة ومن ثم تحفيزه على نقد الواقع، هي نقطة التقاء نوعين من الأدب اعتمدا على تصوير الواقع بقوالب مثيرة للجدل والضحك أيضاً، لتبرز كتابات الجاحظ في العصر العباسي كواحدة من رموز هذا التداخل في وصفه البخيل ضمن كتابه البخلاء ضمن تفاصيل تدعو للسخرية وتدفع للضحك من بلاغة الوصف.
فالكثير من الشعر العربي دخل الأدب الساخر برأي جعفر ولم يقتصر على القصة فقط، كما تسلل لمجالات عدة كالنص المسرحي والزوايا الصحفية، فيما اتجه كتّاب العصر الحديث للمقالة والقصة الساخرة أمثال كتاب صحيفة “الكلب” ذات الطابع الساخر والتي تجسدت بكتابات منصور الرحباني وسليمان العيسى .
لغة النفس
وأمام ما يعيشه الأدب الساخر من محطات تمثلت بحضارات عدة، يقف الأديب عبد الوهاب محمد أمام قدرة هذا النوع الأدبي على تجسيد هموم ومعاناة الإنسان منذ نشأته، عبر حركات ورسوم تزامنت مع اللغة والتصقت بكافة أنواع الأدب، لتتجسد فيما بعد عبر خطوط ورسوم كاريكاتورية بعيداً عن الكلام، فالإنسان بطبعه يبحث عن محاكاة لأوجاعه، كما أكد علماء النفس أن السخرية ما هي إلّا سلاح لحماية الفرد عن نفسه من الجنون ، من هنا نجد بأن لهذا الأدب مقوماته التي تبنى على شخصية الكاتب والبيئة، إضافة لذكائه وقوة أعصابه وسرعة التقاطه للحادثة، لنجد أن أغلبية كتّاب الأدب الساخر خرجوا من بيئات فقيرة بائسة ومهملة بوصفه حافزاً للتمرد والكتابة بلا توجيه مباشر.
كما برزت أهمية تناول هذا النوع في عرض الحدث وإعطائه حقه من التضخيم في حديث الأديب خضر الماغوط، مؤكداً ضرورة امتلاك الكاتب أدواته المتمثلة بسرعة استنباط أفكاره من الواقع ومتابعته لكتابات غيره، واعتماد أسلوب الرد على كتابات أخرى، باعتباره أدباً واقعياً وليس تخيلياً يوثق الواقع ويستنبط منه مواقف حية ويقدمها بقالب المضحك المبكي.
مركز الأمن الجنائي بمنطقة طرطوس يلقي القبض على شبكة تقوم بسرقة الأمراس الكهربائية العائدة للشبكة العامة ويتاجرون بها.
شركة الاتصالات ( MTN ) طرطوس تتعرض للسرقة وقسم المدينة الغربي بطرطوس يلقي القبض على السارق
توقيف مجموعة من الأشخاص في حماة بجـ.رم الحفر والتنقيب عن الآثار بشكل سرّي ومصادرة مخطوطة أثرية تعود للقرن الرابع الميلادي