عناق الأمل

صوت عميق ثقب أذني، وكأنني  أسمع اسمي لأول مرة، كانت تتخلله البحات فيخيّل إليك هيئة حنجرة دامية تتقطع حبالها من الألم، كابدت العناء محاولة النهوض لكن دون جدوى، خارت قواي وأشعر أن عظامي تذوب.

بدأ الظلام يمتد من أسفل مقلتي ليملأ المكان، ثم تتسلل أشعة شمسٍ خجولة من خلف ستائر بيضاء، كستها الثقوب وكأنها في معركة مع الرصاص، حاولت أن أشيح بنظري بعيدًا لعلي أجيد فك قيود ما يحصل لأرى جثة هامدة على الطرف الآخر من المرآة.

يبدو أنها كانت أنا وهذا ما فسر عدم قدرتي على النهوض، غارقة  بدمائها في حالة يرثى لها، تلتف برداء طبيب أبيض كان مقبرتها، ثلاثة خناجر موزعة في ظهرها والأحرف الصريعة تتقاذف أشلاءها، كانت الفوضى تعم ما حولها، والألسنة الحادة تلتصق في كل شبر من زجاجها المكسر.

اعتصرني ألم أشبه بمخاض ولادة الحزن، لتفتح  عينيها بقوة وتقترب،  كفحيح حية أشعلي يأسك كانت تصرخ في وجهي حد الجنون، ملقية على وجهي رداءها المطلي بالاحمر القاتم تفوح منه رائحة الياسمين كغير العادة وتطربه ضحكات الاطفال.

لأفتح عيوني على صوت أمي توقظني ليومي الأول في كليتي الجديدة، تلك التي قضيت شهرًا أحاول تقبلها، ومشهدٌ واحد في حلم كالسراب استطاع أن يوقد ما أتلفه القنوط