عندما تم اسقاط العراق إبان حكم صدام حسين. ولقد أصبح بين يدي ربه.. له ما له، وعليه ما عليه، وليس هذا موضوعنا هنا..و بطبيعة الحال كانت خلافاتنا معه كنظام حكم، جوهريةو نقاط اختلافنا تشمل الرؤية والأهداف والطرق.
ومع هذا عندما اسقط نظام الحكم في بغداد.. قام مكانه حاكم عسكري يمثل الاحتلال..فأصدر مجموعة كبيرة ومتعددة من القرارات والصكوك التي لم يكن يراد منها اسقاط الحكم الذي تم اسقاطه فعلا قبل وصول الحاكم الجديد
( إذ أن النظام وقتها كان غير قادر على التصرف بأمواله، وهو فاقد الشرعية وفاقد، للسيطرة علي الشمال والجنوب، وفرق التفتيس تصول وتجول وتفتش الأبنية والقصور في انتهاك سافر للسيادة، وامتهان للكرامة الإنسانية والوطنية. اذا وصل التفتيش لغرف النوم وما تحت الأسرة .)
إذن خطوات السيد بول بريمر، لم يكن يراد منها اسقاط نظام الحكم، بل لها غايات وأهداف أكبر من مسألة اسقاط النظام. هي تهدف لإسقاط المجتمع العراقي بالكامل.
فبداية نسجل أن احتلال العراق لم يكن أول احتلال في التاريخ الحديث بل سبقه احتلالات كثيرة.
وهنا يمكن أن نسجل مقاربة بسيطة وسهلة بين ( ماك ارثر ) الحاكم العسكري الامريكي لجنوب المحيط الهادي و ( بول بريمر ) الحاكم العسكري للعراق لتتوضح لنا الرؤية والهدف والفارق ما بين الاحتلالين. إذ أن ماك ارثر، قام بإعادة دوائر الدولة ووزاراتها ومديرياتها وأعاد الشرطة وأجهزة الأمن إلى سابق عهدها.. وعمد فقط إلى تغيير الرؤساء المركزيين والوزراء السياديين.
وكذلك أعاد قطع الجيش المختلفة إلى سكناتها والبحرية إلى مواقعها.
ببساطة أبقى جهاز الموظفين والعسكريين على دوامهم وأعمالهم للحفاظ على الدولة و أموالها وهيكليتها.
في حين قام المدعو بول بريمر بحل أجهزة الدولة وأجهزة الأمن والجيش، وحل دوائر الخدمة المدنية وطلب من الجميع الذهاب إلى منازلهم وهذه الدو ائر تضم تقريبا عدة ملايين من المواطنين العراقيين. وهذه حالة داعمة وداعية للفوضى والفلتان.
وليس بريئا أبدا هذا القرار فقد كان الهدف الغاء المجتمع وفك أسس تماسكه و جره قسرا لحالة البغضاءوالعداء وبالتالي الصراع بين طوائفه مكوناته.. ولقد عمل المحتل طويلا للتأسيس لهذا الصراع وجعله واقعا لا يمكن اصلاحه.
وجر ايران للداخل العراقي لخلق حالة شحن عاطفي وطائفي تم تعزيزه بواسطة حملة إعلامية ضخمة منظمة مدفوعة الأهداف
وليس غريبا أن يركز الإعلام وقتها على دور ايران في اسقاط الحكم العراقي.. ونسي أوتناسى.. متعمدا الدور السلبي للدول العربية (السنية) الشريك الأخطر للاحتلال.. وفي بحث بسيط لعديد الدول و القوات التي دخلت في الحرب حينها.ضد العراق وإسقاط نظامه. نكتشف التالي:
قائمة بأعداد جنود قوات التحالف:
الدولة الولايات المتحدة 697,000
السعودية - 100,000
المملكة المتحدة 43,000
مصر 33,600
فرنسا 18,000
سوريا 14,500
المغرب 13,000
الكويت 9,900
سلطنة عمان 6,300
باكستان 4,900
كندا 4,500
الإمارات العربية 4,300
قطر 2,600
بنغلاديش 2,200
أستراليا 1,800
إيطاليا 1,200
هولندا 600
النيجر 600
السنغال 500
إسبانيا 500
البحرين 400
بلجيكا 400
كوريا الجنوبية 314
أفغانستان 300
الأرجنتين 300
تشيكوسلوفاكيا 200
اليونان 200
بولندا 200
الفلبين 200
الدنمارك 100
المجر 50
النرويج 280
ومن هنا نجد كما هو معروف أنه لاوجود لأي جندي ايراني في هذه الحرب التي كانت في أساسها فتنة ترمي إلى التقسيم و خلق حالة من التماس الشديد والتشابك القوي بين مكونات المجتمع العراقي وتسهيل استنجاد كل طرف بمحازبيه ومناصريه وبيئته واصدقاءه. والعمل على ذلك بجد
وتزامن ذلك مع توجيه كل المكينات الإعلامية الضخمة ضد ايران وشيطنتها. وفي المقابل تببيض حالة وجود اسرائيل في المجتمع العربي المحيط.
وهو ما تم تجاوزه بجهود أبناء العراق وكان للعشائر والقبائل العراقية دورا مهم واساسيا في وأد هذا المخطط الإجرامي.. (وسيكون لنا مقال قادم عن دور القبائل والعشائر العراقية في ذلك).
وكذلك الدور السوري الخفي المضني لجمع القوى المعادية للقوات الأمريكية في جسم سياسي واحد متجاوزا للطائفة والعرق واللون. وعبرالتركيز على القوى الوطنية المحبة للعراق والباحثة عن إعادة دوره القيادي والريادي في البناء الانساني والحضاري.
ونحن إذ نستذكر يوم سقوط بغداد فإننا نقول أن أحفاد العراق سليلي الحضارة الممتدة إلى ثلاثة الآف الاعوام قبل الميلاد ستنجب من يعيد إليه الألق والدور القومي الريادي الذي يناسب هذه الحضارة الممتدة في عمق التاريخ مستفيدا من جغرافيا الواقع ولن يكون العراق إلا ما كانه دوما رائدا في بناء الحضارة ومساهما فيها..
محمد حواس عباس --- دمشق
مركز الأمن الجنائي بمنطقة طرطوس يلقي القبض على شبكة تقوم بسرقة الأمراس الكهربائية العائدة للشبكة العامة ويتاجرون بها.
شركة الاتصالات ( MTN ) طرطوس تتعرض للسرقة وقسم المدينة الغربي بطرطوس يلقي القبض على السارق
توقيف مجموعة من الأشخاص في حماة بجـ.رم الحفر والتنقيب عن الآثار بشكل سرّي ومصادرة مخطوطة أثرية تعود للقرن الرابع الميلادي