بوتين يبرر حملة الاعتقالات في صفوف المعارضين والنشطاء المدنيين بـ "سياق الحرب في أوكرانيا"

في محاولة لتبرير حملة الاعتقالات التي طالت معارضين وصحفيين ونشطاء مدنيين روس، قال الرئيس فلاديمير بوتين السبت 29 يوليو / تموز إن تلك الخطوات ضرورية في سياق الحرب بأوكرانيا. منذ بدء هجوم القوات الروسية في أوكرانيا واعتماد قوانين تحظر أي خطاب نقدي، أجبِر عدد كبير من وسائل الإعلام الروسية المستقلة على تعليق أنشطتها أو مغادرة البلاد ونُفي العديد من المعارضين أو سُجنوا، فيما فرضت آلاف الغرامات والعديد من أحكام السجن المشددة على نشطاء ومثقفين.
خلال مؤتمر صحافي، قال بوتين إن بلاده مضطرة لاتخاذ موقف معين تجاه الأشخاص الذين يتسببون في "أضرار" داخل روسيا.

وتابع "علينا أن نضع في اعتبارنا أنه لكي ننجح، بما في ذلك في منطقة النزاع، يجب علينا اتباع قواعد معينة".

جاء تصريح بوتين ردا على سؤال صحافي من صحيفة كوميرسانت الروسية اليومية بشأن توقيف الخبير السياسي بوريس كاغارليتسكي والمخرجة يفغينيا بيركوفيتش مؤخرا.

وسأل الصحافي "هذان الشخصان أوقفا بسبب الكلمات التي قالوها أو كتبوها، هل هذا طبيعي؟".

وُجهت إلى كاغارليتسكي، المحلل السياسي الشهير والمتخصص في شؤون اليسار في روسيا، هذا الأسبوع تهمة "إطلاق دعوات عامة للإرهاب" ووضع في الحبس الاحتياطي في سيكتيفكار في أقصى الشمال الروسي. وكان قد أعرب علانية عن معارضته الهجوم في أوكرانيا.

أما بيركوفيتش، فقد أوقفت في مطلع أيار/مايو واتُهمت بـ "تمجيد الإرهاب" على خلفية مسرحية أخرجتها عام 2020 تحكي قصة نساء روسيات تم تجنيدهن على الإنترنت للزواج من جهاديين في سوريا.

وقال بوتين إنه سمع اسميهما "لأول مرة" و"لم يفهم حقا ما فعلاه أو ما حدث لهما"، مضيفا أنه يعطي "رأيه العام بشأن هذه القضية".

كان القضاء الروسي أعلن الثلاثاء 25 يوليو /تموز قناة "دوجد" التلفزيونية المستقلة "غير مرغوب فيها"، ممهدا لملاحقات جنائية بحق صحافييها والمشتركين فيها ومانحيها، في فصل جديد من القمع الذي يستهدف المجتمع المدني في البلاد.

   أنشئت قناة "دوجد" (المطر بالروسية) سنة 2010 وكانت أبرز قناة معارضة في روسيا. لكن استقلالها وكيفية اختيار تحقيقاتها دفعا المشتركين في الكوابل الى تهميشها اعتبارا من 2014.

من بين آخر الأحكام التي أصدرها القضاء الروسي ضد معارضين، كان الحكم بسجن المنسق السابق لحركة أليكسي نافالني تسع سنوات بعد إدانته بتهمة "التطرف".

وجرت محاكمة فاديم أوستانين الذي كان يرأس مكتب فريق نافالني في مدينة بارناول بمنطقة ألتاي السيبيرية، بتهمة "المشاركة في منظمة متطرفة" خصوصاً.