المحامي والشاعر  تمام مرهج يسكب خلاصة مشاعره ورؤاه للمرأة والحب والحياة عبر قصائد مجموعته الشعرية الاولى (أمواج)

المراة نعمة إلهية ومنظومة إنسانية قائمة بحد ذاتها حيث لا يحيى الإنسان بالخبز وحده ..

بهذه العبارات تحدث الشاعر تمام مرهج في حفل توقيع مجموعته الشعريه الأولى بمركز ثقافي طرطوس، حيث تواجد الكثيرمن المهتمين  الذين أبدوا آرئهم بقصائد الشاعر مرهج الذي قال  : أن البداية مع الشعر ظهرت منذ فترة الثانوية عبر مجلة الحائط ، ولكن اتقاد الشعلة الشعرية كان منذ فترة قريبة بسبب التواجد في مكتبة والده  الكاتب الصحفي // اسماعيل مرهج //   وقراءة الكثير من الكتب،

  وبرأيه ...أن الشعر هو الدخول  بحالة السمو والإرتقاء من الواقع المادي نحو الكمال الروحي ، وهو التعبير الروحاني الأعمق عن ماهية الإنسان ، فبدأ الالهام الشعري  بقصيدة لإبنته جوليا ، ومن ثم قصائد تتعلق بالمرأة والحب والحياة ..لتكتمل مجموعته الشعرية الأولى أمواج التي أعطاها هذا الإسم كإشارة إلى أمواج الخيبات مشيراً أن الشعر حالة استفزازية وردة فعل والهام روحي كما قال  عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين :  الإلهام الشعري مرحلة من  مراحل النبوة ،  فالقصيدة  الشفافة الصادقة تنتشر كالعدل وتتكاثر كالأرواح الطاهرة كما يرى المحامي تمام مرهح.

وخلال حفل الافتتاح القى المحامي الشاعر تمام مرهج قصائد عدة افتتحها بقصيدة ( جدل مع الوطن بعد الكارثة) قال في مطلعها :
على غفلة من شحيح الأمل
لا منقذ إلا الله
حي على خير العمل
وختم قائلا :
يقول لي : الوطن :
غرسي فيك ما يوما جنى
أقول له :
رحلت على صفاتي  الأولى
كما يرحل الزغب عن الطفولة
وذقت مر الضنى
يقول لي :
يتمتموني بين الدنا
أقول له :
أنا أنت وأنت أنا
وأنا هنا
وأنا هنا
وأنا هنا

ويرى القارئ  المتذوق للشعر في قصيدة  ( آه من كل في جسدين )   تأثراً بروح الشاعر الكبير محمود درويش و قال فيها :
حبيبتي تشتهي خبزي الضائع
في قمحها
آه من خبز في جسدين
حبيبتي تشرب شبقي المحترق في نبيذها
ٱه من شبق في جسدين
حبيبتي تنام في مطري الغارق
في موجها
ٱه من مطر في جسدين
حبيبتي تنطفئ في ظلي الغافي
في ظلها
ٱه من ظل في جسدين
حبيبتي ترث عمري المخطوف
في زمنها
ٱه من عمر في جسدين
حبيبتي لا تشبع من جوعي المعسكر
في اخضرارها
ٱه من جوع في جسدين
حبيبتي ياكل العناصر والاشياء والحواس
والتفاصيل
ياكل الورد والشجر والمحاصيل
يا جبين الشفق
يا رموش الأصيل
يا ملح الزمان والمكان
يا نزف الذكرى
يا حنجرة الصهيل
يا طيب الممكن
يا شهوة المستحيل
يا كل الكل
ٱه من كل في جسدين .

***و من تصفح قصائد المجموعة الشعرية تبرز صوراً شعرية  مبتكرة  مع استخدام ألفاظ سهلة وحروف هامسة  تعطي موسيقا خاصة ومنها الصورة في قصيدة (سيدة الغليان) حين قال:
كم عمراً سأعيش
في حيرة عينيك
ياخلف العمر
وشماً لزمني
في ذاكرة النسيان
وختم الشاعر تمام القصيدة بصورة  ارجعتنا الى الزمن الجميل بقوله. :
يا امرأة تستحضر الفرح في محاجري
دمعاً ؛  يسعتيد هدير الحب الأول
يغسل أرشيف الأحزان

وفي قصيدة (حلم ) التي تأتي في سياق حوار بين الشاعر والحلم الذي يرى فيه حبيبته وهي في ذات الوقت تقاسمه الفراش   ومما قال فيها:

في الطريق إلى موتي
أورق في أوردتي نبع الحياة
في الطريق إلى موعد البداية
سبقني قلبي لحاضنة الذكريات

ويختم القصيدة ذاتها بقوله

وعطرها يحطم قيده في غيابي
اتعبك الحلم ياحبيبي
أم كنت في حوار مع الذات
هيأت للك حريري  
غماماً من ملذات
فأذهب بعيداً عن حلمك
وأذهب بعيداً في نبيذي
وإلا خسرت في كل الجولات .
**ويرى مختصون  أن الحس الوطني والقومي حاضراً في شعر المحامي الأستاذ تمام مرهج بقصيدة (فلسطين) التي ابتدأها
فلسطين
يا أيقونة الأرض
يا ملح السنين
يا فرح الدم
يا سيف الجبارين
يا هيكل الحق
لا عليك من فحيح المطبعين
يا قمحا بنكهة القدر
ينبت فينا سنابل من حنين
ويختم القصيدة بقوله :
فلسطين يا اخت
ستحطمين قيدك ولو بعد حين .

وحول قرائته للمجموعة الشعرية أمواج قال الشاعر  الدكتور / منذر احمد عمران الزاوي/  أحسست وأنا أقرأ الشعر كأني في حديقة خضراء ، وشعرت بغمامات  العطر تخرج من بين تضاعيف الديوان فتحوم حول رأسي ،
ويهجم عليي دفق رفيق من التلاوين والصور والعبارات المبتكرة تحملني إلى عوالم الخيال الندي الأخضر
وأضاف الشاعرمنذر عمران الزاوي.. يغلب على أشعارالديوان طابع غزلي يختلط فيه الروحي بالحسي ، صورفيها الشاعر تمام علاقة الرجل بالمرأة ذوباناً واتحاداً وإدماناً ، وفيما أحس الشاعر الزاوي أن قصائد المجموعة أمواج موجهة إلى امرأة بعينها تظهرفي الوقت عينه صوراً تريك انها موجهة إلى المرأة الحلم أو الإلهة الأنثى /فينوس الأخرى/المرأة التي تختصر كل الفصول والمواسم والغلال لتعبر به الى العالم المتخيل
وحول نوعية شعره قال الشاعر الزاوي :ان قصائد الشاعر تمام ليست شعرتفعيله بالمطلق ولا شعر نثربالمطلق ، لكنه في النهاية شعر والشعر أكثرما تضايقه القيود،  مشيراً إلى  أنه لم يجد بالديوان تطويلاً مبتذلاً بل إيجازاً محبباً يصيب قلب المعنى
وختم الشاعر الزاوي  بالقول : إن شخصية شاعرنا واضحة ،مستقلة ، متميزة ،تختط لنفسها في عالمها الشعري مسارها الخاص غير متشبهة بأحد .
وكيف لا يكون كذلك وهو ابن الصحفي المخضرم اسماعيل مرهج مالك دار المسيرة التي كانت في حينها  من أهم دور النشر في الشرق الأوسط ورئيس  تحرير جريدة الكفاح العربي

من جانبه الشاعر محمود حبيب قال رأيه بالمجموعة الشعرية أمواج عبر قصيدة أسماها

/ تابع خطاك /
ليبدأها بقوله:

ينهل شعرك كالشلال دفاقاً 
                            حيناً وينساب كالينبوع رقراقا
ويختمها .......

تابع خطاك فمن قلبي أهنئكم
                              لله قلبك ما عانى ومالاقى

والشاعرتمام مرهج الذي يعمل كمحامي منذ أربعة وعشرين عاماً متميز بعمله يحضر بعد مجموعته أمواج التي يهديها لروح زوجته المتوفاة هيام فاضل لديوان شعري جديد

ويرى المحامي  الأستاذ تمام مرهج أن هذه الأمة تحتاج إلى مخاض جديد يولد من رحمه منظومة جديدة متكاملة تفرز  نخبا في كل المجالات يكون عندها احساس بالمسؤولية اتجاه أوطانها وشعوبها ..