عيد المعلم العربي والمتغيرات الراهنة

للمعلم الدور الأساسي والأكبر في نهضة  أي أمة، أو مجتمع فعليه العبء الأكبر في بناء الأجيال وأرواء تعطشها المعرفي والثقافي، وعليه وحده الآن في ظل انغماس أفراد الأسرة كاملة في سعي نشط و دؤوب لتامين كفاف الأسرة وحاجاتها الأساسية. مما يضاعف من دور المعلم وأهمية رسالته، وجاء الاحتفال بعيد المعلم بناء على توصية منظمة العمل الدولية( اليونسكو )  في العام 1966 التي تقضي بضرورة توفير بيئة مناسبة وملائمة لعمل المعلمين والكوادر العاملة في الموسسات التعليمية وبدأ العمل بها  عام 1994   بتحديد يوم مخصص للاحتفال بالمعلمين والعاملين في الموسسات التعليمية 
يحتفل المعلمون في سوريا ويحتفى  بهم رسميا في الخميس الثالث من شهر آذار في كل عام 
 بعد ان كان الاحتفال يتم في السبت الثاني من آذار من كل عام وهو اليوم الذي كان مميزا كون يوم السبت دوام ففيه يستيقظ كل الموظفين ويذهبون للدوام عدا المعلم الذي يشعر بالتميز والتقدير
وعندما تم تقليص أيام العمل الأسبوعية بناء على متطلبات المرحلة ضمن نهج لبرلة السوق وتوافقا مع متطلبات الاتحاد الأوربي وقتها 
فقد المعلم تلك الميزة ومن ثم تم اعتماد يوم الخميس الثالث من شهر آذار وهي فترة محملة بأعياد ومناسبات مختلفة إذ يتقاطع مع عيد الأم وعيد النوروز التي تحتفل به بعض أطياف المجتمع السوري 
و جدير بالذكر أن أكثر من مئة دولة تحتفل بعيد المعلم في الخامس من اكتوبر (تشرين الاول )
 من كل عام وهناك
 دول تحتفل به وفق أجندتها 
 الخاصة 
 أفغانستان تحتفل بهذا اليوم في الرابع والعشرين من شهر مايو
 و ألبانيا في السابع من شهر مارس و البرازيل في الخامس عشر من شهر أكتوبر
 وتشيلي في اليوم السادس عشر
 من شهر أكتوبر
والهند في الخامس من سبتمبر
و
يأتي عيد المعلم في هذا العام متحدا مع عيد الأم وعيد النوروز 
ووسط صعوبات جمة يواجهها المعلم والعاملين في القطاع التربوي والتعليمي من ضغط هايل في سبيل تأمين لقمة العيش ومتطلبات الحياة وارتفاع تكاليف الانتقال من المنزل إلى العمل وكذلك الفارق الكبير بين الراتب (20  - 30 )دولار في المتوسط وبين حد  الفقر العالمي (2.5) دولار في اليوم ( 90 دولار في الشهر ) وفق تقديرات حد الفقر المعتمدة عالميا للعام 2024
وهو ما يوضح الحقيقة المفجعة والقاسية التي يتحملها المعلم لسد تلك الفجوة و تأمين حياة مقبولة وهو جهد ووقت  مهدور من الجهد والوقت الذي يجب أن يقضيه المعلم في تطوير معارفه وتحديث ذاته والعمل على خلق أساليب مبتكرة مميزة لإيصال طلابه إلى  المأمول والمطلوب من مستوى و إبداع .
ومن هنا تاتي أهمية أن ينظر للمعلمين والعاملين في قطاع التربية بالعموم نظرة مختلفة إن بتمييزهم عن أقرانهم من الموظفين بعطاء خاص أو راتب أو  ميزات تكافئ مجهودهم وتحافظ على  ما تبقى من كبرياؤهم .
ونحن إذ بدأنا نعيش مرحلة مقبولة من التعافي بعد هذه الهجمة الظالمة التي واجهنا بها شذاذ العالم وآفاقيه وقد كان للمعلمين الدور الداعم والبناء في دعم الجيش والدولة وهنا جدير بالذكر أنه وخلال الأزمة الحالية لم يسجل أي انشقاق أو هروب لأي من كوادر الوزارات التعليمية والتربية ولا حتى علي مستوى رئيس دائرة أو مدير موسسة تربوية.
مما يعطي أهمية فائقة لضرورة إعادة الألق والحماية وسد حاجة المعلمين  وستر كفافهم.
ولا حاجة بنا هنا لنذكر بفضائلهم ودورهم في بناء الإنسان .
إذ أن المعلم يبني العقول ويستولد الأفكار وبهما تزدهر الأمم وتتقدم. 

محمد حواس عباس - القامشلي