حال عيد الأم في زمن الكورونا 
(الأم الحب المطلق كالعمر لاتتكرر مرتين)

من اللافت أن «عيد الأم» الذي يصادف بعد غد السبت في 21 آذار، يحل هذا العام وسط الكثير من الخوف والتوتر بسبب إنتشار كورونا. 

جرت رياح كورونا بما لا يشتهي العيد والأم والأبناء والأزواج والباعة والمشترين.

فبات السؤال: كيف سيكون عيد الأم هذا العام؟؟ 
وكيف سيكون حضورها ؟؟ 

يأتي عيد الأم هذا العام بشكل مختلف تمامًا
أصبح كورونا مرتبط بحياتنا وسيترك قصة لأبنائنا 
خرب فيها نهج حياتنا. 

مشاعر مختلطة تكاد تحتاج وجدان العالم بأسره 
بين مشتاق لعناقهن وتقبيل ايديهن ولكن الكورونا 
 والوقاية والارشادات قد تبدو الحاجة من 
الإحتياط واجب وكل فرد له طريقته الخاصة في تعبيره عن مشاعره، ربما هناك من يخاف  ويلتزم ويمتنع عن تقبيلها.. 
وهناك من قال  اقبل قدميها لاجعل مسافة امان بيني وبينها. 
 

ان من يريد الإحتفال بهذا اليوم بعيد الأم له ذلك، ولكن دون أي نوع من التجمعات، أو الاختلاط 
أو الملامسة، أو الاكتظاظ حافظاً على صحة الجميع. 

اعلم ان كلامي غير مُسْتَسَاغ عند البعض. 
وأن كان لابد للأسرة الواحدة  ان تحتفل، فليكن وجود مسافات أمنة بين الفرد ونظيره

التضييق على الأمهات في عيدهن يقابل بردود فعل مختلفة:

فهناك العديد من الأمهات أولادها بعيدين عنها يقضين العيد بغياب فلذات اكبادهن، بسبب غيابهم خارج حدود الوطن بحكم ظروف الحياة والحرب التي غيرت تيار 
حياتهم، وكن يتقبلن هذا الواقع، فما بالكم بواقع هذه الأيام الاستثنائية. 

واقع مفروض 

لميس طالبة هندسة معمارية تدرس في ألمانيا تقول :
بعيدا عن الكورونا وارتياطه بتراجع الاقتصاد وتزايد حالات الوفيات وإثارة الرعب في النفوس. 
اعيش حالة اكتئاب بعيداً عن اهلي وبعيدا عن امي بهذا اليوم بالتجديد ينتابني شعور بالذنب والألم بسبب بعدي عنها، حتى أنني أرفض الخروج لأي مكان وابقى وحيدة، ليعود بي  الزمان والمكان لحنان امي الذي لا يعوضه اي حنان. 
وانا أرى الأخطر من كورونا هي الشائعات التي تتمحور حوله، والتحليلات غير المنطقية لهذا الفيروس وربطها بأمور لا أساس لها من الصحة. 

صعوبات واختناقات

ترى اماني جارتي ان عيد الأم هذا العام سيكون مختلفا بشكل جذري عن باقي الأعوام!!! 
تقول اماني : والدتي سافرت إلى لبنان ولم تعد تستطيع العودة ،بسبب إغلاق الطرقات،حافظا على سلامة المواطنين. 
وليس هناك وسيلة تواصل إلا من خلال الأنترنيت 
هو الوحيد لن يصاب بالكورونا. 

هدايا المنفعة العامة 
 سامر ابن صديقتي سألته ماذا ستقدم لوالدتك في يوم عيد الأم؟؟؟ 
كان جوابه مؤشر على روح الفكاهة والبراءة عند الأطفال اشتريت لأمي منظفات ومعقمات وكمامات للحفاظ عليها. 

غياب فروق جوهرية واختلافات تقليدية اعتدنا عليها 
 موسم عيد الأم كل عام. تكون الشوارع  والمحلات موقع التسوق التقليدي على مدار عقود طويلة 
كانت تنضح بواجهات المحلات و الملصقات  المكتوب عليها بعيدك يا أمي ماذا أهديك 
 حتى الباعة الذين يفترشون الأرصفة المواجهة للمحلات عارضين هدايا عيد الأم الأقل سعرًا من  أكواب زجاجية وادوات منزلية وباقات ورود بلاستيكية ليس لها أثر.

حسن النوايا 
مهما حاولنا أن نعبّر عما بداخلنا لأعظم إنسانة في الكون، فالكلمات والحروف لن تكفي، فهي من أنار طريق حياتنا، هي من أرشدنا للصواب، وتحملت متاعب ومصاعب الحياة من أجلنا تحملي هذا الوضع يا امهاتنا حصرا على سلامتكم وكل عام وانتم بخير

وكرم امك وخليك بالبيت.

الصحفية رحاب ملحم