استفزازات عسكرية وسياسية… واشنطن والناتو يصعدان النهج العدائي ضد روسيا

سياسة تصعيد عدائي متسارع تعتمدها الولايات المتحدة واتباعها في حلف شمال الأطلسي (ناتو) تجاه روسيا حيث تزايدت الاستفزازات الأمريكية قرب الحدود الروسية وفي البحر الأسود مؤخراً وعلى نحو خطير وسط تحذيرات موسكو من عواقب هذه التحركات التي تشكل خطراً ليس فقط على الأمن الروسي بل على المنطقة برمتها.

الخطوات الأمريكية العدائية تسارعت بعد إعلان سلطات كييف الشهر الماضي عن مخطط للاستيلاء على شبه جزيرة القرم التي عادت إلى روسيا بعد تصويت الأغلبية الساحقة من سكانها لمصلحة هذه الخطوة في استفتاء شعبي نظم في آذار 2014 فما كان من واشنطن بحسب موقع وورلد سوشاليست الأمريكي إلا أن استغلت الموضوع وتبنت هذا المخطط لتصعيد التوترات في المنطقة وأعلنت نشر سفن حربية في البحر الأسود.

الموقع أشار إلى أن سلطات كييف أطلقت الاستفزازات المتعلقة بشبه جزيرة القرم الروسية بعد أسابيع من وصول الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى البيت الأبيض والذي بدوره لم يخف أبداً النهج العدائي الواضح ضد روسيا والصين.

وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أعلن في وقت سابق أن الولايات المتحدة وحلف الناتو ينقلان قوات لهما إلى حدود الجزء الأوروبي من روسيا مع التركيز على منطقتي البحر الأسود والبلطيق مبيناً أن الحلف الأطلسي بصدد حشد 40 ألف جندي و15 ألف قطعة من الأسلحة والمعدات العسكرية بما فيها الطيران الاستراتيجي بالقرب من حدود روسيا.

الموقع وصف تصرفات الناتو وواشنطن المستفزة تجاه روسيا بأنها “سياسة متهورة وتهدد بنشوب حرب” مبيناً أن أطماع الولايات المتحدة في منطقة البحر الأسود واضحة فالمنطقة تمثل عنصراً مهماً في الاستراتيجية الأمريكية الهادفة إلى مواجهة روسيا والصين والتي تبدت بشكل واضح في الميزانية التي طلب بايدن من الكونغرس تخصيصها لوزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) من أجل التصدي لما سماه “تهديدات محتملة من روسيا والصين”.

الميزانية تظهر كما يؤكد الموقع أن الوعود التي أطلقها بايدن ومن ورائه مؤيدوه في الحزب الديمقراطي حول التخلى عن سياسة العسكرة والاندفاع نحو الحروب التي اعتمدتها إدارة سلفه دونالد ترامب واستبدالها بالدبلوماسية والحوار كانت مجرد أكذوبة مشيراً إلى أن بايدن لم يلبث أشهراً قليلة في البيت الأبيض قبل أن يتحرك لإشعال فتيل النزاعات الدولية ويتسبب بأكبر توتر تشهده العلاقات بين واشنطن وموسكو منذ عام 2014 وكذلك مع الصين منذ سبعينيات القرن الماضي.

وكان الجيش الأوكراني أعلن أنه بصدد تنظيم مناورات عسكرية مشتركة مع قوات حلف الناتو في خطوة قد تؤجج التوترات مع موسكو التي أبدت اعتراضها على هذه التدريبات العسكرية فيما أكد نائب وزير الخارجية الروسي الكسندر غروشكو أن النشاط المتزايد للناتو في البحر الأسود من شأنه تعقيد الوضع الأمني في المنطقة.